عندما يتعلق الموضوع بالغذاء فإن العدد القليل فقط من العامة يملكون معلومات متكاملة عن الغذاء المتوازن و كيفية تحقيق النسب المطلوبة من العناصر الغذائية في الطعام، و لذلك فإنه ليس من النادر أن تقع في بعض الأخطاء عندما يتعلق الأمر بإطعام قطتك، و هذا ما يشكل مشكلة كبيرة لأن القطط لا تستطيع التحدث و لن تلاحظ نتيجة الخطأ إلا بعد أن تشعر المسكينة قطتك بالمرض!
1- الإكثار من الطعام
لعل أكثر الأخطاء شيوعاً و التي قد يرتكبها مالكو الحيوانات الأليفة هي الإكثار من إطعام حيواناتهم الأليفة، و لذلك تعتبر السمنة مرض العصر بالنسبة للقطط، و كما نعلم فإن ذلك يؤهب القطة للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل السكري، تصلب الشرايين، و أمراض المجاري البولية. و يصرح أحد خبراء صحة الحيوان جو بارتغيز بأن القطط قد تصاب بما يسمى المتلازمة الاستقلابية كما البشر تماماً.
و يجدر بالذكر بأن السمنة قد تنتج عن الطعام المعتدل أيضاً و ذلك بسبب قلة الحركة التي تعاني منه القطط المنزلية مقارنة بالقطط البرية، و لذلك تحتاج القطة المنزلية سعرات أقل من مثيلتها في الطبيعة.
يقدر المعدل المثالي لحاجة القطط للسعرات الحرارية بين 24 و 35 سعرة حرارية لكل 1 رطل باليوم الواحد.و يحبذ سؤال الطبيب البيطري عن حاجة قطتك للسعرات الحرارية لأن ذلك قد يختلف من قطة لأخرى.
2- استخدام الطعام الجاف و قلة الماء
تعتبر القطط من أكثر الحيوانات تأثراً بنقص الماء و أكثرها تجنباً للماء! قد يبدو ذلك متناقضاً و لكن
القطط لا تميل لأن تشرب بنفسها كما الكلاب مثلاً و هذا ما يفسر شيوع إصابة الكلى و المجاري
البولية في مجتمع القطط المنزلية، و لذلك ينصح بتجنب اعتماد الطعام الجاف كحمية لقطتك المنزلية و الاستعاضة عنه بطعام القطط المعلب و الذي يحوي 78% من حجمه ماء و بذلك يؤمن لقطتك نسبة
جيدة من ذلكالعنصر الضروري الذي يشكل نسبة 60% إلى 70% من وزن القطة البالغة و أكبر مثال على ذلك
عندما نقارننسبة الماء في الفئران و التي تعد غذاء أساسي للقطط البرية و نجد بأنها 70% و هذا يفسر بشكل
علمي حاجة القطط للمياه بشكل دوري، و يساعد على ذلك وضع العديد من مصادر المياه كالأوعية،
النوافير المخصصة للقطط في متناول قطتك لتحفيزها على الشرب قدر المستطاع.
3- إضافة الثوم للتخلص من الدودة الشريطية!
تصاب بعض القطط بالدودة الشريطية عن طريق أكلها للبرغوث و تسكن هذه الدودة في أمعاء القطة الدقيقة و تسبب بعض الأعراض الهضمية كالإقياء و فقدان الوزن ، و كذلك بعض العلامات كوجود بعض القطع البيضاء على مؤخرة قطتك بحجم حبات الأرز و يعتقد البعض بأن أفضل علاج لذلك هو إضافة الثوم المدقوق إلى غذاء قطتك.
و لكن ذلك خاطئ تماماً و يعتبر من أكثر الأخطاء الفادحة التي يجب تجنبها عند إطعام قطتك، و ذلك لأن الإكثار منه قد يسبب لقطتك تخرب في الكريات الحمر.
و كتعليق على منشأ تلك الفرضية الخاطئة يقول أحد خبراء تغذية الحيوان لموقع webmd : إن مصدر ذلك الاعتقاد الخاطئ ربما جاء من فعالية الثوم في طرد البراغيث و لكن إطعام القطة غذاء غني بالثوم لن ينفع أبداً في إبعاد البراغيث و لا التخلص من الديدان الشريطية.
و من الأخطاء الفادحة التي قد ترتكبها هي وصف دواء بنفسك أو شراء دواء من دون وصفة الطبيب البيطري، لأن ذلك سيعرض قطتك لمشاكل أخرى قد تكون جدية جداً، و لذلك إن راودك الشك بإصابة قطتك بالدودة الشريطية فإن الخيار الأفضل و الأمثل هو زيارة الطبيب البيطري الذي سيصف الدواء المناسب بالجرعة المناسبة
4- تحويل قطتك لحيوان نباتي!
تعتبر القطط نموراً و لكن بحجم صغير، فهي حيوانات لاحمة بامتياز و يعتبر الاعتماد على غذاء نباتي من الأخطاء الفادحة التي يجب عليك تجنبها عند إطعام قطتك، وذلك لأن اللحوم تحتوي على بعض المواد الغذائية الأساسية.
و التي لا يمكن إيجادها في المصادر النباتية مثل الحمض الأميني التورين و الذي يسبب نقصه مشاكل كبيرة مثل العمى، مشاكل القلب و حتى الموت! و لهذا يجب اعتماد غذاء متوازن لقطتك بحيث لا تحرمها من اللحوم التي تعتبر غذائها الأساسي، فهي حيوانات لاحمة بعد كل شيء و لا يجوز لنا الإخلال بنظامها الغذائي.
5- الاعتماد على الطعام المنزلي
لعل الطعام المنزلي في عالمنا نحن البشر قد يعني 'صحي أكثر' و لكن في عالم القطط فقد لا يعني ذلك دوماً. و ذلك لأننا عند تحضير طعام القطط قد لا نستطيع تضمين الكمية المناسبة من العناصر الغذائية، على سبيل المثال: عنصر الكالسيوم، قد لا نستطيع تقدير عنصر الكالسيوم في طعام القطط كونها تأكل العظم و اللحم معاً.
و لذلك قد لا يمكن أن نحافظ على معدل كالسيوم و فوسفور متوازن، و كمثال آخر على الأخطاء الفادحة التي يجب تجنبها عند إطعام قطتك هو الإكثار من الكبد و التونا و التي تعتبر من أغنى المصادر الغذائية بالفيتامين أ و ذلك قد يسبب تسمم بالفيتامين أ عند قطتك، و الذي يسبب ألم بالمفاصل، والعظام و جفاف بالجلد.
كما أن الإكثار من السمك، و الذي قد يعتبره البعض شيئاً جيداً، في طعام القطط قد يسبب تحطيم فيتامين ب1 و ما ينتج عن ذلك من الضعف العضلي، الاختلاجات و قد يسبب تلف بالدماغ.
و لذلك ينصح دائماً بمراجعة البيطري أو خبير صحة و تغذية القطط قبل الشروع بالاعتماد على الطعام المنزلي لقطتك.
6 - الحليب بدل من الماء
بعد الفطام تميل بعض القطط للإصابة بما يسمى عدم تحمل اللاكتوز، وهذا يتطلب منك الحذر من الحليب بعد ذلك الوقت، رغم أن الحليب المخصص للقطط قد لا يسبب أعراض عدم تحمل الغلوكوز و لكن الإكثار منه حتماً يسبب الإسهال. و لكن يجب الابتعاد عن استبدال الحليب بالماء لأن ذلك قد يسبب التجفاف.
كانت تلك أمثلة عن أكثر الأخطاء الفادحة التي يجب عليك تجنبها عند إطعام قطتك للحفاظ على صحة وسلامة ذلك الكائن الجميل، و لضمان تغذية مناسبة من جميع الجوانب وكما يقال درهم وقاية خير من قنطار علاج فوقاية قطتك من سوء التغذية سيجنبك و إياها الكثير من المشاكل و لعل من أهمها
مصاريف العلاجات و الأدوية عدا عن إمكانية فقدان قطتك بسبب خطئ غذائي ارتكبته، و لا أحد يريد ذلك المصير حقاً!