الداء الشحمي الأصفر أو بالانجليزية( yellow fat disease) يعتبر من الأمراض الغذائية التي تصيب
القطط المنزلية، وهو مرض خطير جداً لذلك يجب التعرف عليه، وعلى أعراضه، للوقاية منه وتجنب العومل التي
تسببه، فقد ينتهي بالموت إن لم يتم تدارك الموضوع في الوقت المناسب من قبل الطبيب البيطري.
عندما يتعلق الموضوع بالتغذية، فإننا نجد الكثير من الناس يرتكبون أخطاء عديدة في الحمية الغذائية الخاصة
بهم، ولذلك إنه ليس من العجيب أن نرتكب بعض الأخطاء في تغذية الحيوانات الأليفة في منازلنا. في هذا المقال سوف نتحدث عن الداء الشحمي الأصفر عند القطط، أسبابه و أعراضه، وكيفية تشخيصه من قبل الطبيب البيطري، وهو مرض من المهم معرفته بالنسبة لك لأنه يعتبر من الأمراض الناتجة عن أحد أخطاء التغذية بامتياز.
ما هو الداء الشحمي الأصفر عند القطط؟
في البداية يجب أن نتعرف على الفيتامين E وأهميته في الجسم، إذ يعتبر من الفيتامينات الضرورية لتشكيل أغشية الخلايا، واستقلاب الشحوم في الجسم. كما أنه مضاد أكسدة ضروري جداً لمنع عمليات التأكسد اتي تسببها الجذور الحرة التي تعتبر المسؤول الأول عن تدمير الخلايا.
لذلك فإن عوز الفيتامين E سوف يسبب دمار في الخلايا في جميع أجزاء الجسم؛ وبشكل خاص العضلات الهيكلية، القلب، والأعصاب.
يعتبر الداء الشحمي الأصفر عند القطط من الأمراض المهددة للحياة، وهو مرض مؤلم، يتجسد بحالة التهابية سببها زيادة نسبة الأحماض الدسمة غير المشبعة في الغذاء، مما ينتج عنه نقص في فيتامين E.
وتتهم الأغذية المعدة للاستهلاك البشري مثل التونا و الكبد كمسبب أساسي لهذا المرض.
هل تعتبر التونا و السردين حقاً من أسباب الداء الشحمي الأصفر عند القطط؟
السبب الرئيسي للداء الشحمي الأصفر عند القطط هو الحمية الغذائية الخاطئة، التي تحتوي بشكل أساسي على الكبد، والتونا، والسردين أو أي مواد غذائية تحتوي على زيوت معدة للاستهلاك البشري ( بالأحرى المواد المعلبة الحاوية على زيوت ) وهي مختلفة عن التونا المنكهه المعدة للقطط التي تتكون من عدة أنواع من اللحم ولا تسبب نقص العناصر الغذائية مثل التونا العادية.
والسبب الكامن في خطورة هذه المنتجات هو تأثيرها الإدماني و خاصة التونا والذي قد يجعل القطط ترفض بقية أنواع الأغذية، وبذلك يصبح غذاء القطة غني بالحموض الدسمة غير المشبعة التي تؤكسد وتدمر فيتامين E بالإضافة إلى نقصه في الحمية.
مما يُدخل جسم القطه في حالة من النقص الحاد في فيتامين E، والذي ينتج عنه تحطم في النسيج الشحمي الذي يحرض استجابة التهابية مؤلمة.
وتجدر الإشارة إلى أن القطط السمينة، والصغيرة في السن معرضة بشكل أكبر للإصابة بالداء الشحمي الأصفر.
كيف تكتشف بأن قطتك مصابة بالداء الشحمي الأصفر؟
يتميز الداء الشحمي عند القطط بالأعراض الصارخة؛ أي أنه يتطور بسرعة، وفوراً يثير انتباهك إذ إن قطتك ستشعر بالضيق عندما تلمسها وذلك بسبب الألم المُسبب بفعل الحدثية الالتهابية الناتجة عن تدمير النسيج الشحمي.
من أبرز أعراض الداء الشحمي الأصفر عند القطط :
- علامات اكتئاب
- جلد متهيج وحساس
- علامات ألم و توجع
- كتل مؤلمة قاسية موزعة تحت الجلد
- فقدان الرغبة في الحركة بسبب الألم.
- فقدان الشهية
- حمى
وفي الحالات المتقدمة نلاحظ ألم حاد صارخ عند لمس الجلد، وكذلك مع فرط إحساس، أي أن اللمس ممكن أن يكون كافي لتحريض الألم.
كيفية تشخيص الداء الشحمي الأصفر عند القطط.
يفضل عند ملاحظة أي من الأعراض السابقة اللجوء إلى أقرب طبيب بيطري بأسرع وقت ممكن، وذلك للقيام بالإجراءات اللازمة لتشخيص المرض، وعلاجه. حيث يقوم الطبيب البيطري بالفحص السريري لقطتك أولاً، إذ إن الجس لعقد أو كتل مؤلمة تحت الجلد قد يكون كافياً لتشخيص المرض.
أو من خلال بعض التحاليل الدموية، التي تظهر ارتفاعاً في كريات الدم البيضاء كناية عن الحدثية الالتهابية، وخاصة العدلات.
قد يلجأ الطبيب البيطري للخزعة، وهي عبارة عن رشف عينة من النسيج تحت الجلد بالإبرة لتحليلها تحت المجهر،
فإن تبين وجود مظهر أصفر أو برتقالي بالفحص المجهري يتشخص الداء الشحمي الأصفر.
قد يتمكن الطبي من معرفة الإصابة من خلال حديثك له، لذلك إن كنت قد أدخلت التونا حديثاً إلى طعام قطتك يفضل إخبار الطبيب بذلك، ليكتشف المرض أسرع، و لتقليل التكاليف المالية التي ستتترتب عليك بسبب التحاليل المختلفة التي سيضطر الطبيب لإجرائها عند الالتباس في التشخيص.
كيفية علاج الداء الشحمي الأصفر عند القطط
تتمثل الطريقة المثالية لعلاج الداء الشحمي الأصفر بتغيير الحمية الغذائية فوراً، وذلك باستبعاد جميع منتجات السمك مباشرة، مع التزويد بمكملات غذائية تحتوي على الفيتامين E.
يمكن اللجوء إلى التدعيم الغذائي بالأنبوب خاصة للقطط التي تعاني من نقص حاد في الشهية، كما ينصح بعض خبراء التغذية بإضافة الكورتيكوستيروئيدات مثل البريدنيزيلون إلى الكورس العلاجي وذلك لفعاليتها في إيقاف الالتهاب وتسكين الألم والحرارة.
كما يجب التغطية بالسوائل الوريدية، و مسكنات الألم لتخفيف معاناة قطتك، وفي الحالات الخطيرة قد تستطب
الجراحة لاستئصال الشحم المتنخر والذي يعتبر المحرض الأساسي على الالتهاب و الألم، فباستئصاله تتيح لجسم
القطة الوقت للتعافي، وذلك بالطبع مع القيام بجميع الإجراءات السابقة من سوائل وريدية، تغيير حمية وغيره.
هل يعتبر الداء الشحمي الأصفر عند القطط مميت؟
يعتبر الداء الشحمي الأصفر من الأمراض الخطيرة جداً، والمهددة للحياة، ولكن إن تم التشخيص الباكر والمعالجة الباكرة فإنه يتمتع بإنذار جيد و يمكن إنقاذ حياة قطتك في الوقت المناسب، قد تستمر فترة الشفاء من ثلاث إلى أربع أسابيع.
ولكن في النهاية وكما يقال، درهم وقاية خير من قنطار علاج، لذلك يجب عليك الاهتمام بصحة قطتك واستشارة الطبيب عن نوعية وكمية الأغذية التي تستطيع إدخالها إلى حمية قطتك و التي تعتبر صحية وسليمة، لتجنب أي مشاكل صحية ممكنة.
كما يفضل دائماً اللجوء إلى طعام القطط المخصص، لأنه مصنع حسب مواصفات قياسية، و تحت إشراف الخبراء، وعلماء التغذية.
فطعام القطط يؤمن لقطتك ما تحتاجه من العناصر الغذائية دون زيادة أو نقصان، و ينصح بالابتعاد عن إطعام القطط من طعام البشر لما لذلك من أضرار بليغة على صحتها.
فلكل منا جسم و فيزيولوجيا مختلفة عن الآخر، و من أكبر الأخطاء هي اعتبار أن الطعام المنزلي أكثر صحة و سلامة لأنه منزلي و لا يحتوي على مواد أخرى أجنبية.
الفكرة هنا أن الطعام المنزلي هو صحي ولكن للبشر وليس للحيوانات، يجب فهم هذه النقطة جيداً، فأنت لا تستطيع إجبار قطتك على تناول الغذاء الخاص بك كما لا تستطيع أنت تناول طعام القطط ! يجب وبشكل خاص الابتعاد عن إطعام القطط من المعلبات السمكية مثل التونا، والسردين، مهما توسلت إليك!